هل الإصابة بالسرطان تعني الموت المحتم ؟

عندما يتم العثور على مرض سرطان معين، ويكون في مراحله المبكرة فإنه قد يمكن علاجه بشكل نهائي وقاطع، وذلك عن طريق الجراحة وإستئصال الأنسجة التي تحتوي على الخلايا السرطانية بشكل كامل، وأيضاً دمج العلاج الإشعاعي والكيماوي في بعض الأحيان. وبما أنه من المعروف لدى الجميع أنه ليس هنالك علاج قاطع لهذا المرض والذي تم إنتشار خلاياه إلى معظم أنحاء الجسم، إلاّ أنه في بعض أنواع السرطان المنتشر في الجسم يمكن علاجه والتشافي منه، وذلك مثل: سرطان الدم، سرطان الغدد اللمفاوية، و سرطان الخصية، سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، حيث يمكن علاج هذه الأنواع بالكيماوي.

ومن أنواع السرطان الذي يمكن علاجه في المراحل المبكرة أيضاً، هو سرطان الثدي، سرطان الرئة، سرطان القولون. حيث يكون علاجه بالجراحة والإشعاع والكيماوي. وقد لا يتطلب في بعض الأنواع الأخرى من السرطان إلى التدخل الجراحي في العلاج، إذ قد يتكفى فقط بالعلاج الكيماوي والإشعاعي، وذلك مثل:- سرطان الفم والحنجرة، وسرطان الشرج، وسرطان الرئة ذو الخلايا الكبيرة.

قد يكون هناك العديد من العقبات في علاج السرطان. وكذلك تحديد العلاج المناسب حسب درجة المرض يعتبر عامل مهم في القضاء على السرطان. كما أن تقديم الدافع المعنوي من قبل الأسرة لا يقل أهمية عن تلقي العلاج نفسه، فهو يعزز من الراحة النفسية في مواجهة المرض وتحقيق الهدف المنشود. ومن الأمور التي تعتبر من العوائق التي تصادف مرضى السرطان أثناء العلاج هي: الخوف من المضاعفات والآثار الجانبية للعلاج، وأيضاً الخوف من التكاليف الباهظة للعلاج مما يجعلهم يتجهون إلى إختيار علاجات بديلة كالعلاجات الشعبية الغير مضمونة.

هناك حالات كثيرة من مرضى السرطان الذين إنتشرت فيهم الخلايا السرطانية إلى مختلف أنحاء الجسم، تم علاجهم عن طريق السيطرة على السرطان وإبطاء تطور المرض. وذلك من خلال إعطائهم الأدوية الكيماوية والأدوية المضادة للسرطان، مما جعل هناك العديد من المرضى عاشوا حياتهم لسنوات طويلة.

في الوقت الحاضر، تقدّم علاج السرطان بشكل ملحوظ في جميع التخصصات. حيث أصبح جرّاحو السرطان يتمتعون بخبرات كبيرة في جراحة الإستئصال. كما أن هناك تطورات عديدة في التقنيات الجراحية التي تزيد من فعالية مكافحة السرطان، وذلك من خلال عمل جروح صغيرة للعملية الجراحية، مما يمكّن للمرضى من التشافي بشكل أسرع، بالإضافة إلى وجود أطباء الإشعاع يتميزون بخبرات عالية في كيفية القضاء على الخلايا السرطانية بالإشعاع، وذلك باستخدام أحدث أجهزة الإشعاع الذي تعطي العلاج أكثر فعالية وأقل للآثار الجانبية، لا سيما التطورات المستمرة في تصنيع الأدوية المضادة للسرطان لتتناسب مع المريض. جميع هذا، هو مجرّد جزء بسيط من العلم المتقدم في علاج السرطان.