مرض التهاب الأمعاء (IBD)

846 Views  | 

مرض التهاب الأمعاء (IBD)

مرض التهاب الأمعاء (IBD)
INFLAMMATORY BOWEL DISEASE (IBD )
المقارنة بين نوعين رئيسيين من أمراض إلتهاب الأمعاء

مرض التهاب الأمعاء، هو مجموعة من الحالات الالتهابية للقولون والأمعاء الدقيقة. وهو من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، حيث تلتهب الأمعاء ربما بسبب ردة الفعل المناعية للجسم ضد أنسجته المعوية. حيث أن هناك نوعان رئيسيان من مرض التهاب الأمعاء، وهما: داء الكرونز والتهاب القولون التقرحي. ويرتبط هذان الاضطرابان ارتباطًا وثيقًا. إلاّ أن لديهما اختلافات كبيرة تميزهما عن بعضهما البعض

مرض الكرونز مقابل إلتهاب القولون التقرحي

مرض الكرونز، يُعرف أيضًا باسم التهاب الأمعاء الإقليمي، ويؤثر بشكل أساسي على الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج. حيث يعتبر من أمراض الإلتهابات المعوية التي قد تستمر مدى الحياة. ويتواجد عادة في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والجزء الأول من الأمعاء الغليظة. إذ يمكن أن يتطور وينتقل أيضًا إلى أماكن أخرى في الجهاز الهضمي. فتصيب تلك الأماكن بالتورم والإحمرار، وبالتالي يحدث التقرح. فضلاً عن أن القرحة حينما تلتئم، يتكون عندها نسيج ندبي، الذي يجعل الأمعاء تتضيق بشكل متزايد، مسببة بذلك الإنسداد لمسار الفضلات

أما إلتهاب القولون التقرحي، وكما يوحي اسمه، فهو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية التي تسبب تقرحات في بطانة المستقيم والقولون (الأمعاء الغليظة) فقط. ويتمركز المرض عادة في منطقة المستقيم وقد يمتد إلى الأمعاء الغليظة بأكملها. وقد يشابه مرض الكرونز في حدوث زيادة في سماكة جدار الأمعاء والمستقيم مع تكوّن النسيج الندبي في حالة حدوث  الإلتهاب والتورم المتكرر للأمعاء

الأسباب
حتى الآن لم يتبين وجود سبب واضح ومعروف لكلا المرضين. حيث يعتقد العديد من الخبراء أن هذه الحالات قد تكون ناجمة عن رد فعل الجهاز المناعي المفرط للبكتيريا الطبيعية في الجهاز الهضمي، أو لوجود مشكلة ما في الأطعمة أو باكتشاف بكتيريا أخرى على أنها غريبة. إن وظيفة الجهاز المناعي هي مهاجمة الأجسام الغريبة في الجسم. فإذا كانت هذه الأجسام موجودة في الجهاز الهضمي فإن مهاجمتها تؤدي إلى تراكم خلايا الدم البيضاء في بطانة الجزء المصاب، مسببة بذلك التهابًا مزمنًا وقد يؤدي إلى انسداد الأمعاء

الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالمرضين
يمكن أن يحدث كلا المرضين في الأشخاص من جميع الفئات العمرية، ولكن غالبًا ما يتم تشخيص داء الكرونز لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عامًا. بينما يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي غالبًا، لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 عاماً. غالباً ما يتعرض الأشخاص من اليهود (يهود الأشكناز على وجه الخصوص) لخطر متزايد للإصابة بهذين المرضين، وكذلك الأميركيون الأفارقة. لاسيما أن المرضين يميلان إلى التوارث في العائلات. فحوالي 20 في المائة من المصابين لديهم أقرباء مصابين إما بداء الكرونز أو التهاب القولون التقرحي

العلامات والأعراض المميزة

تعتمد أعراض التهاب القولون التقرحي جزئيًا على مدى انتشار المرض وشدة الالتهاب. وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي

آلام وتقلصات في البطن، والتي عادة ما تختفي بعد حركة الأمعاء   
الإسهال، من خفيف إلى شديد على مدار اليوم (قد يكون هناك دم ومخاط في البراز)  
ملاحظة: العلامات المميزة لالتهاب القولون التقرحي هي آلام في البطن والإسهال الدموي  

أصوات البطن (صوت غرغرة يُسمع في الأمعاء)
حمى   
 تينيسموس (ألم في المستقيم)   
نزيف في المستقيم   
خسارة الوزن  
نزيف الجهاز الهضمي   
آلام المفاصل   
الغثيان والقيء  
بينما تكون أعراض مرض الكرونز متقطعة، مما يعني أن الالتهاب يحدث دون سابق إنذار ثم يختفي بمرور الوقت. من المستحيل التنبؤ بموعد حدوث الحالة مرة أخرى، ومدة استمرارها. حيث يشعر معظم الناس بصحة جيدة عندما لا يكون المرض نشطاً

ومن بين علامات وأعراض مرض الكرونز ما يلي

ألم في البطن غالبًا في الربع السفلي الأيمن   
الإسهال المزمن الذي قد يحتوي على مخاط أو دم   
غازات   
فقدان الشهية   
فقدان الوزن   
غثيان   
تعب   
توعك  
تقرحات الفم والشرج   
الصداع   
حمى منخفضة   
فقر دم   


التشخيص
لا يوجد تشخيص نهائي لهذه الأمراض. وقد يكون من الصعب أيضًا تشخيص مرض الكرونز أو التهاب القولون التقرحي، لأن لديهما نفس المظاهر تقريبًا لبعضهما البعض، ومع بقية أمراض الجهاز الهضمي الأخرى. فضلاً عن أن هناك حاجة إلى دراسة متعمقة حول الفحص البدني للمرضى، والتاريخ الطبي، ونتائج المختبر. بالإضافة إلى الفحوصات التنظيرية من أجل التوصل إلى معرفة ما إن كان المرض هو فعلاً مرض الكرونز أو التهاب القولون التقرحي، واستبعاد أمراض الجهاز الهضمي الأخرى

كما تشمل الاختبارات ما يلي

  تعداد الدم الكامل، والذي يمكن أن يساعد في الكشف عما إذا كان المريض يفقد دمًا في حركة الأمعاء أو إذا كان مصابًا بفقر الدم (انخفاض غير طبيعي في عدد خلايا الدم الحمراء)


سلسلة الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وهو اختبار يتم فيه أخذ صورًا بالأشعة السينية للأمعاء الدقيقة بعد تناول الباريوم، وهو محلول يساعد على إلقاء الضوء على التشوهات في الأمعاء الدقيقة

التنظير السيني أو تنظير القولون. تسمح هذه الاختبارات للطبيب برؤية بطانات الأمعاء باستخدام مسبار يرسل الصورة إلى شاشة الكمبيوتر


الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للبطن


التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن


العلاجات

 النظام الغذائي والتغذية

لم يثبت وجود أي نظام غذائي محدد يمكنه أن يحسن من التهاب الأمعاء التقرحي، أو من مرض الكرونز. ومع ذلك، فإن تناول الكمية الصحية من السعرات الحرارية والفيتامينات والبروتينات أمر مهم لتجنب سوء التغذية وفقدان الوزن. ومن بين الأطعمة المقترحة التي يمكن تناولها خلال الفترات التي تظهر فيها الأعراض ما يلي

تناول كميات صغيرة من الطعام على مدار اليوم  
شرب الكثير من الماء (الشرب بشكل متكرر بكميات قليلة على مدار اليوم)  
تجنب الأطعمة الغنية بالألياف (نخالة القمح والفول والمكسرات والبذور والفشار)  
تجنب الأطعمة الدهنية أو المقلية والصلصات (الزبدة والسمن والكريمة الثقيلة)  
إذا كان الجسم لا يهضم منتجات الألبان جيدًا، فينبغي التوقف من تناول منتجات الألبان  
الإمتناع أو التقليل من استهلاك الكحول والكافيين  
تجنب منتجات الألبان إذا كان المريض لا يتحمل اللاكتوز  
تجنب الفاكهة أو الخضار النيئة إذا كان الشخص يعاني من انسداد معوي  


كما يمكن سؤال الطبيب عن الفيتامينات والمعادن الإضافية التي قد يحتاجها الجسم

مكملات الحديد (إذا كان المريض يعاني من فقر الدم)  
مكملات الكالسيوم وفيتامين (د) للمساعدة في الحفاظ على قوة العظام  
فيتامين (ب 12 ) للوقاية من فقر الدم  


الأدوية

إستخدام وهي من الأدوية التي تساعد في السيطرة على الالتهاب الخفيف إلى المتوسط


إستخدام الكورتيكوستيرويدات (بريدنيزون وميثيل بريدنيزولون) لعلاج داء الكرونز المعتدل والشديد    والتهاب القولون التقرحي


تعمل مضادات المناعة مثل الآزوثيوبرين أو 6-مركابتوبورين على تهدئة رد فعل الجهاز المناعي. مما  تساعد في تقليل الحاجة إلى الكورتيكوستيرويدات، وكذلك المساعدة في التئام الناسور
يمكن وصف المضادات الحيوية للخراجات أو النواسير


إستخدام العلاج البيولوجي لعلاج المرضى الذين لا يستجيبون لأي نوع من الأدوية. والتي تشمل هذه المجموعة Infliximab (Remicade) و(adalimumab (Humira و(certolizumab (Cimzia و(Tysabri) natalizumab  حيث تساعد هذه الأدوية على منع المواد الكيميائية للجهاز المناعي من تعزيز الالتهاب


الجراحة

إذا لم تنجح الأدوية في كلا المرضين، فقد تكون هناك حاجة إلى إستعمال الإجراء الجراحي. حيث يتم استئصال وإزالة الجزء التالف أو المصاب من الأمعاء. ثم يتم إجراء عملية المفاغرة لربط طرفي الأمعاء المتبقيين. وثمة هنالك إجراء جراحي آخر لحالة إلتهاب القولون التقرحي، وهو جراحة إستئصال المستقيم. والذي يؤدي إلى إنشاء جيب الحوض ((j-pouch. ومن خلال هذه الجراحة، تتم إزالة الأمعاء الغليظة، واستخدام الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (the ileum) لإنشاء جيب داخلي. ثم يتم توصيل الجيب الداخلي بالمستقيم . قد يحتاج معظم مرضى داء الكرونز إلى جراحة الأمعاء في وقت ما. ومع ذلك، وعلى عكس مرض التهاب القولون التقرحي، فإن استئصال الجزء المصاب من الأمعاء جراحيًا قد لا يعالج المرض بشكل قاطع

إن مركز أمراض الجهاز الهضمي والكبد هنا في مستشفى ويشتاني، مخصص لعلاج حالات اضطرابات الجهاز الهضمي. كما أن لدينا اختبارات تشخيصية، وجراحات متاحة للمرضى الذين يعانون من مشاكل الجهاز الهضمي. لاسيما أنه تم تجهيز أطبائنا وموظفينا المدربين تدريباً جيداً، لتقديم التدخلات الطبية والجراحية الممكنة لتعزيز أعلى مستوى من العافية للمريض

Powered by MakeWebEasy.com
This website uses cookies for best user experience, to find out more you can go to our Privacy Policy  ,  Cookies Policy